وقعت جامعة بيت لحم، الاربعاء، مذكرات تفاهم مع ثمان شركات لتكنولوجيا المعلومات في فلسطين، وذلك بهدف فتح مجال التدريب العملي في هذه الشركات، أمام طلبة برنامج بكالوريوس هندسة البرمجيات.  ووقع هذه المذكرات نائب الرئيس الأعلى للجامعة الأخ الدكتور بيتر براي، وممثلي هذه الشركات والذي يأتي بدعم من برنامج تطوير السوق الفلسطيني الممول من وزارة التنمية الدولية البريطانية، والاتحاد الأوروبي وينفذ بالتعاون مع وزارة الاقتصاد الوطني.

وحضر حفل التوقيع الذي أدارت عرافته الطالبة علا الشوملي، وأقيم في مبنى الالفية في جامعة بيت لحم، الى جانب الدكتور بيتر براي، كل من الدكتور يحيى السلقان رئيس مجلس إدارة اتحاد شركات انظمة المعلومات الفلسطينية (PITA)، والدكتور سهيل عودة رئيس دائرة المعلومات الحاسوبية في جامعة بيت لحم، ومازن اللحام ممثلا لوزارة الاتصالات، ونائب مدير التربية والتعليم بسام جبر، وكل من ماهر حمدان مدير برنامج تطوير السوق الفلسطيني وأرسلان فهيم  مسؤول أنظمة السوق، والدكتور ميشيل حنانيا عميد كلية العلوم في الجامعة، وممثلي ثمان شركات مختصة في مجال تكنولوجيا المعلومات، في فلسطين.

ورحب الدكتور براي بالحضور وممثلي شركات  تكنولوجيا المعلومات الفلسطينية، الذين جاءوا للمشاركة حفل توقيع مذكرات التفاهم مع جامعة بيت لحم.

وقال :”نلتقي هنا اليوم انطلاقاً من التزام جامعة بيت لحم الدائم بتقديم تعليم ذا جودة عالية لأبناء الشعب الفلسطيني والتزامنا بتلبية الاحتياجات في هذا المضمار، مشيرا ان هذا التعاون مع شركات تكنولوجيا المعلومات في فلسطين، ما هو إلا دليل على أن جامعة بيت لحم حاضرة دائماً في المجتمع الفلسطيني وليست منعزلة عنه، ودائما على استعداد لخدمة هذا المجتمع عن طريق التعليم.”

وأكد أن جامعة بيت لحم على يقين أن هذا التعاون سوف يحسن من جودة برنامج هندسة البرمجيات الذي طرحته الجامعة في العام السابق، اذ انه سيرفد البرنامج بجانب عملي مهم، إضافة إلى الجانب النظري الأكاديمي، ما يوفر فرص توظيف أكثر وأفضل للخريجين.

وشكر براي برنامج تطوير السوق الفلسطيني على دعمهم المتواصل للجامعة، وبشكل خاص دعمهم لتطوير برنامج هندسة البرمجيات، كما شكر الشركات الموقعة على مذكرات التفاهم، والتي ترتبط الجامعة بمصلحة مشتركة معها لخدمة الشباب الفلسطيني.

وأضاف : ” أن المكتب الأكاديمي ودائرة هندسة البرمجيات ستعمل باستمرار على مراقبة المنهج المقرر والعمل على تطويره وتحسينه وزيادة فرص التدريب العملي، من اجل إعداد خريجين مؤهلين للعمل في هذا القطاع الهام.”

وأكد الدكتور السلقان على أهمية التوقيع على مذكرات التفاهم في برنامج هندسة البرمجيات مع جامعة بيت لحم، مشيدا بهذه المبادرة التي أطلقتها جامعة بيت لحم في وقت مبكر، والتي تستجيب لاحتياجات ومتطلبات السوق الفلسطينية، و أن هذه الخطوة تعتبر متقدمة وسباقة، من حيث البرامج التي تطرحها الجامعات الفلسطينية في مجال علم وهندسة الحاسب.

وعبر الدكتور السلقان عن أمله بتعزيز الشراكة بين قطاع تكنولوجيا المعلومات في فلسطين ومؤسسات التعليم العالي، مؤكدا حرصه على دعم استثمار تكنولوجيا المعلومات في قطاع التعليم.

من جانبه، أكد السيد فهيم على أهمية الاستثمار في برامج تعليم تكنلوجيا المعلومات، وأضاف أن تعاون البرنامج مع جامعة بيت لحم يأتي كأحد الاهداف الرئيسية لتطوير قطاع تكنلوجيا المعلومات من خلال تحسين روافد ومخرجات التعليم في الجامعات المحلية، ورفد السوق الفلسطيني بكفاءات ومهارات من شأنها المساعدة في توفير فرص العمل للخريجين والخريجات والنهوض بقطاع تكنلوجيا المعلومات الفلسطيني.

واعتبر الدكتور عودة في كلمته التي القاها خلال الاحتفال، ان توقيع مذكرات التفاهم مع جامعة بيت لحم تعبير عن مصلحة مشتركة بين قطاع التعليم العالي وقطاع الأعمال في مجال صناعة تكنولوجيا المعلومات لجسر الهوة ما بين القطاعين، والتي كانت السبب في فشل بعض البرامج الأكاديمية، وعزوف خريجي تخصصات التكنولوجيا في العمل، ضمن تخصصهم في الشركات المحلية.

ولفت الدكتور عودة إلى أن برنامج هندسة البرمجيات في جامعة بيت لحم، لم يكن إلا نتاج عمل متواصل ودراسة لاحتياجات السوق المحلي، وان مشاركة الشركات في تحديد المهارات والمعلومات  التي يجب أن يتقنها ويعرفها خريج هذا البرنامج كانت هي الأساس في وضع المساقات التي تم تصميمها على حسب المعايير الدولية والعالمية المتخصصة في هذا المجال IEEE and ACM ، بما يتلاءم ويتناغم مع احتياجات السوق المحلي، كون هذا البرنامج هو الأول في فلسطين على مستوى البكالوريوس، ولضمان تميزه ونجاحه كان لابد من أن يكون شريك مع قطاع الشركات والأعمال في مجال تكنولوجيا المعلومات، مؤكدا أن هذا الاحتفال لتوقيع مذكرات التفاهم مع شركات تكنولوجيا المعلومات في فلسطين ما هو إلا تعميق لهذه الشراكة.

وأضاف: “أن هذه الاتفاقيات تستدعي منا أن لا نتركها حبرا على ورق، بل يجب علينا أن نطورها ونجعل منها نموذجا في جميع التخصصات الأخرى، كما أن التزامنا في هذه الاتفاقيات، ما هو الا لمصلحة وبناء الوطن والحفاظ على طاقات شبابنا وتطويرهم ليتمكنوا من بناء مستقبلهم  هنا داخل فلسطين، وطالب الشركات بتعميق هذه الشراكة وان نستغلها حتى لو تطلب ذلك منا بعض الجهد والمال”، ودعا جميع الشركات المحلية للمشاركة في المؤتمر الذي سينظم في ربيع العام القادم ليكون مؤتمرا علميا وعمليا، بمشاركة القطاع الاكاديمي والصناعي في مجال هندسة البرمجيات، لبحث وعرض أخر المستجدات والتقنيات ضمن هذا المجال.

وقال الدكتور حنانيا: “ان برنامج هندسة البرمجيات في جامعة بيت لحم يعتبر اول برنامج بكالوريوس في فلسطين يؤهل الطلبة للعمل بكفاءة في سوق البرمجيات التي تعتبر الأهم من حيث التخصص في السوق الفلسطينية، ما يساهم في تمكين وتعزيز آليات العمل في الشركات ومؤسسات القطاع الخاص، وانتقال الطلبة لدراسة برامج الماجستير والدكتوراه في هذا المجال”، لافتا الى ان برنامج هندسة البرمجيات تقرر في جامعة بيت لحم بعد جهود حثيثة ودراسة معمقة بالشراكة مع القطاع الخاص لخدمة السوق الفلسطيني والعالمي.

Signing MoU with IT companies