برعاية رئيس الوزراء وبحضور الوزير أبو مويس .. جامعة بيت لحم تدشن المبنى الجديد لكلية التمريض

الموقع الالكتروني:  https://bit.ly/3A3DFqi

من: وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الفلسطيني

دشّنت جامعة بيت لحم، في احتفال رسمي مهيب، مساء أمس، مبنى الكاردينال جون باتريك فولي الجديد المخصص بشكل أساسي لكلية طارق أحمد الجفالي للتمريض والعلوم الصحية.

وحضر الحفل وزير التعليم العالي والبحث العلمي أ. د. محمود أبو مويس ممثلاً عن رئيس الوزراء د. محمد اشتية، وعدد من أسرة الوزارة، ومحافظ بيت لحم اللواء كامل حميد، و د. عبد الله القواسمي ممثلاً عن وزيرة الصحة د. مي الكيلة، وعدد من أعضاء مجلس الأمناء وأصدقاء وداعمي جامعة بيت لحم، وممثلون عن الهيئتين الإدارية والتدريسية.

وفي هذا السياق، نقل أبو مويس تحيّات الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء د. محمد اشتية ومباركتهما تدشين هذا المبنى في “جامعة بيت لحم العريقة التي لطالما أثبتت تميزها وتألقها على صعيد التعليم العالي، من حيث نوعية برامجها التعليمية، وبيئتها الجامعية المُحفّزة على الإبداع والتميّز”.

وأكد حرص الوزارة على مواءمة مخرجات قطاع التعليم العالي مع احتياجات سوق العمل، بهدف تحسين واقع التشغيل في فلسطين والقضاء على ظاهرة البطالة، مشدّداً على أهمية تعزيز توجّه الطلبة نحو التخصصات التقنية والمهنية لما لهذا النمط التعليمي من أهمية في تعزيز فرص العمل للخريجين والقضاء على البطالة، ولذلك أنشأنا الهيئة الوطنية للتعليم المهني والتقني، وجامعة نابلس للتعليم المهني والتقني”.

وأشاد أبو مويس بجامعة بيت لحم باعتبارها صرحاً علمياً شامخاً، وواحدة من أكبر وأعرق الجامعات الفلسطينية، وتحظى الجامعة بمكانة رفيعة بين الجامعات المحلية والإقليمية، “فالجامعة خطت خطوات كبيرة ومتقدمة مع أعضاء هيئة التدريس والعاملين والطلبة نحو تحقيق غاياتها وأهدافها المنشودة، وسعياً نحو احتلال مكانة متميزة ومرموقة بين الجامعات المحلية والإقليمية، فالجامعة تسعى دائماً لتزويد طلبتها بالعلم والمعرفة والخبرة وتعزيز ثقافة البحث وتشجيع الابتكار والتميز العلمي”.

وتابع الوزير: “استطاعت الجامعة أن تجعل من كلية التمريض والمهن الصحية علامة فارقة تُميّزها، وذلك بجودة مخرجاتها وشروط مدخلاتها، ورفدت المجتمع الفلسطيني بالممرضين المهرة المتسلحين بالمعرفة والكفايات اللازمة لأداء واجبهم الإنساني والطبي على أكمل وجه”.

وأضاف أبو مويس أنه “لكي تتمكن جميع البلدان من تحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالصحة والرفاهية، فإن منظمة الصحة العالمية تُقدّر أن العالم سيكون بحاجة إلى تسعة ملايين أخرى من العاملين في مجالي التمريض والقبالة بحلول عام 2030”.

وفي كلمته الافتتاحية، قال النائب التنفيذي لرئيس الجامعة الأب إياد الطوال: “يسعدني ويشرفني أن أخاطبكم هذا المساء بالنيابة عن أسرة جامعة بيت لحم، بمناسبة تدشين وافتتاح هذا المبنى، بحيث يأتي هذا الحدث الرائع استمراراً لمسيرةٍ عريقةٍ بدأتها الجامعة في خدمتها التعليمية منذ 1973، وتحقيقاً لهدفها في التطوير المتميز في جودة التعليم”.

وتابع الطوال: “وسط الصعوبات والتحديات نقف معاً ونفتخر بما أنجزنا، أقوياء بإيماننا بالله ورسالتنا، مثابرين في حبنا لهذا الوطن المقدس، فلسطين، وثابتين وصامدين بإرادة شعبنا”.

من جهته، عبر نائب الرئيس الأعلى للجامعة د. بيتر براي عن شكره وامتنانه لجميع من ساهموا في تمويل هذا البناء، قائلاً “إننّي مُمتن كثيرًا للذين لعبوا دورًا متكاملًا في تطوير جامعة بيت لحم، ويحظى هذا الدعم بالتقدير الكبير من قبل الشعب الفلسطينيّ. ولقد ساعدنا التمويل الذي تلقّيناه في تطوير مرافق الجامعة وبرامجها، ليس فقط لخدمة طلبتنا بل المجتمع الفلسطينيّ الأكبر أيضًا.  بصفتنا مؤسّسة لساليّة متفانية في تخريج الطلبة الذين “يأتون للتعلّم ويمضون للخدمة”، فإننّا نصبو إلى تثقيف جيل المستقبل المتفاني في خدمة الآخرين. نحن نفخر بالطلبة الذين يخرجون من هنا ويمضون إلى خدمة الآخرين”.

وأضاف براي: “أنا على قناعة أنّ هذا المبنى سيوفّر فرصة لطلبتنا للحصول على أفضل خبرة تدريبية، إضافةً لتعاملهم مع العيادات ومختبرات المحاكاة المتوفّرة في المبنى الجديد، وذلك في إطار سعينا المستمر للبحث عن الطرق الأفضل وتقديمها لطلبتنا، فإننّي أُشجّع أعضاء الهيئة التدريسيّة على مواصلة تفانيهم في عملهم والإفادة القصوى من هذا المبنى ذي الطراز الحديث”.

بدورها، تحدثت كلوديت حبش، ممثلة عن الداعمين الرئيسيين للمبنى، فرسان القبر المقدس – القدس ممثلية وسط الأطلسي، قائلةً: “إننا بتسمية هذا المبنى اليوم باسم الكاردينال جون باتريك فولي فإننا نكرمه لإخلاصه ومحبته للكنيسة ومحبته للأرض المقدسة”.

يُشار إلى أن فرسان القبر المقدس قد تبرع بمبلغ مليون ونصف المليون دولار بحسب وصية الليدي روز بينتي لي، الألمانية الأصل، والتي كان لها شغف في تصميم الملابس؛ الذي تحول لاحقاً إلى شركة ناجحة وكبيرة في أمريكا. وكانت دائماً تدعم مشاريع تعليمية وصحية. ومن هنا جاءت وصيتها بترك هذا المبلغ للمساهمة في بناء هذا المبنى.

هذا، وتحدث عبد القادر الحسيني، نجل المرحوم فيصل الحسيني ممثلاً عن قريبته سعاد الحسيني الجفالي والتي تعتبر من الداعمين الأساسيين لهذا المبنى، قائلاً “أود أن أنقل لكم ما عبّرت لي العمة سعاد عنه من مشاعر حبها للوطن وأهله وتمنّت لو كان بإمكانها أن تشاركنا بنفسها هذه المراسم اليوم، خاصةً وأننا نفتتح مبنى لكلية عزيزة على قلبها، فمن يعرف السيدة سعاد يقدر مدى شغفها للعلم واهتمامها بالصحة والتمريض وهو قطاع أساسي يعاني من النقص في الكوادر والضعف في البنى التحتية في مختلف أنحاء وطننا العربي”.

واختتم الحسيني، عضو مجلس أمناء جامعة بيت لحم سابقاً قائلاً “إن هذا الصرح يحمل اسم نجلها المرحوم الشيخ طارق الجفالي الذي أمضى سنوات عديده من شبابه في مساعدة الشباب للتخلص من مشكلة التعاطي والإدمان على المخدرات والاستخدام الخاطئ للأدوية والعلاجات وفي مساعدتهم لاستعادة صحتهم”.

أما عميدة الكلية …. عوض؛ فقد عبّرت عن شكرها لإدارة الجامعة التي خصصت هذا المبنى لكلية التمريض؛ الأمر الذي يعكس حرص الجامعة على تطوير كلياتها ودعمها لتستمر في تقديم ما هو أفضل لطلبتها وللمجتمع.

وقالت عوض: “في عام 1976 تأسست كلية التمريض وهي أول كلية تمنح درجة البكالوريوس في العلوم التمريضية ومنذ ذلك الحين ولغاية الآن نعمل جاهدين لتخريج أفواج كفؤة مؤهلة قادرة على تحمل المسؤولية وصنع القرار لتقديم خدمة مميزة للمجتمع الفلسطيني، وعلى مدى هذه الأعوام ارتقت الكلية وحظيت بثقة القطاع الصحي في فلسطين؛ مما زاد مسؤوليتنا العملية في اختيار الطلبة المؤهلين لدراسة التمريض، وأيضاً البرامج التي تُدرّس، حيث يتم تطوير برامجنا بناءً على أبحاث ومنهجية علمية لتواكب المعايير العالمية، آخذين بعين الاعتبار احتياجات المجتمع المحلي.

وأضافت: “مثلاً تم افتتاح برنامج ماجستير الأورام والعناية التلطيفية لأن مرض السرطان هو المسبب الثاني للموت في فلسطين، وأيضاً تم إنشاء مركز المحاكاة بتكلفة عالية جداً لتدريب كوادر من داخل الجامعة وممن يعملون في المشافي الخاصة والحكومية على التدخل السريع والصحيح لإنعاش القلب، لأن أمراض القلب هي المسبب الأول للموت في فلسطين، وقد حصلنا على اعتماد جمعية إنعاش القلب الأمريكية لهذا المركز”.

وتابعت عوض: “أن هذا المبنى وهو مبنى صديق للطالب، حيث يوفر مساحات كبيرة خارج الصفوف لجلوس الطلبة للمطالعة والاستمتاع بحياتهم الجامعية وممارسة نشاطاتهم، شاكرةً بشكل خاص، نائب الرئيس الأعلى للجامعة بيتر براي، بحيث كانت فكرته”.

وفي ختام الحفل، قام القاصد الرسولي، الرئيس الأعلى لجامعة بيت لحم بتلاوة صلاة مباركة للمبنى وللكلية، ثم شاركه الوزير أبو مويس ومحافظ بيت لحم ونائب الرئيس الأعلى بقص الشريط وإزاحة الستار عن اللوح التذكاري للمبنى. ثم قام الحضور بجولة في طوابق المبنى، بحيث قدّم عدد من طلبة الجامعة فقرة عزف موسيقية.

ويضم المبنى عيادات تابعة للبرامج التي تدرس في الكلية، مثل العلاج الوظيفي والطبيعي والقبالة القانونية، وأيضاً برنامج التمريض – فرع القبيبة؛ الذي تديره أخوات المخلص، بحيث يتم من خلال هذه العيادات جسر الفجوة بين ما يتعلمه الطالب نظرياً وما يطبقه على أرض الواقع، وأيضاً بهدف دمج المجتمع المحلي وتوسيع الخدمة المُقدّمة له، وذلك مساهمة من الجامعة في رفع الوعي الصحي بالتركيز على بعض الفئات، مثل ذوي الاحتياجات الخاصة، وكبار السن، والمرأة خلال الحمل وما قبل الولادة وبعدها، وأيضا الإرشاد الاجتماعي والنفسي.