قال أحدهم ذات مرة أن الطبيعة معلم قوي، ولا بد أن يدرك الناس مدى ثراء هذه الكلمات.  في معهد فلسطين للتنوع الحيوي والاستدامة – جامعة بيت لحم  مقتنعين ان المجتمع بحاجة إلى تنمية المزيد من حب الطبيعة في الأطفال – الأمر الذي سيؤدي إلى مستقبل أكثر استدامة.  لذلك بدأنا، في شهر كانون الثاني 2021، سلسلة جديدة من الأنشطة التعليمية لتحقيق هذا الهدف. تم تخطيط الأنشطة وتصميمها بعناية لتناسب الأطفال الفلسطينيين من مختلف الأعمار والخلفيات، وقد قمنا حتى الآن بعقد 22 فعالية في إطار هذه السلسلة استضافت 356 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 3-14 عامًا.

في العادة، تُقام فعالياتنا في الهواء الطلق (بشكل رئيسي في حديقتنا النباتية) ولكن في بعض الأحيان تتطلب بعض الأنشطة التواجد في الداخل.   وتشمل الأنشطة ما يلي، 1) عمليات البحث عن الكنز في الطبيعة – والتي تكون دائمًا في طبيعتها تعليمية.  فعلى سبيل المثال، يتطلب نشاط “البحث عن أوراق الشجر” البحث عن أشكال معينة من الأوراق وهذا يكون في الخارج. 2) أنشطة إعادة التدوير وإعادة استخدام المواد، مثل صنع عبوات الزراعة المائية ذاتية الري من عبوات المياه القديمة، أو صنع مغذيات الطيور من لفائف ورق التواليت.  3) الاستفادة من الأعشاب الموجودة في حديقتنا مثل قطف الزعتر وطحنه وصنع المناقيش، وكذلك صنع عجينة لعب معطرة من اللافندر والشومر وإكليل الجبل.  4) الحرف اليدوية التي تتميز بالطبيعة – مثل تكوين انطباعات عن الطبيعة باستخدام الطين، وكذلك بناء أعشاش الطيور باستخدام المواد العضوية فقط.  5) نظرًا لأن المعهد لديه مركز للتنوع الحيوي يركز على الجانب العلمي، فقد قمنا بتضمين الأنشطة العلمية مثل مقدمة عن علم الحشرات وعلم الوراثة الخلوية والمجاهر.

نحاول باستمرار ابتكار أنشطة جديدة مثيرة للاهتمام ومشوقة والتي كانت دائمًا مجانية (بفضل سخاء الممولين).  كما أن المعهد ينشط على صفحة الفيس بوك فنقوم بالإعلان عن الأنشطة والفعاليات للتسجيل من أجل توسيع المشاركة في مثل هذه الانشطة التي تكون دائما مفتوحة للجميع للمشاركة بالإضافة الى مشاركة الصور والقصص للجميع من اجل الوصول الى المزيد من الأشخاص على أمل توسيع نطاق الوعي التربوي البيئي لدينا.

تُظهر تقييمات المشاركين أن هذه الأنشطة مفيدة وممتعة بالنسبة لهم.  على سبيل المثال، كتب لنا أحد الآباء “يشعر أطفالي بالحماس الشديد في كل مرة يتواصلون فيها مع الطبيعة، خاصة عندما يتطلب منهم تذوق أشياء مختلفة ولمسها.  تجربة المتحف هذه مهمة حقًا لتطورهم وطريقة تفكيرهم… أراهن أنهم يتعلمون أكثر بكثير مما يتعلمونه في المدرسة”.   كما أعرب العديد من الأطفال أيضًا عن أنهم “شعروا بالنشاط”، و”شعروا بأنهم أكثر ارتباطًا بالطبيعة ، وبدأوا في ملاحظة عناصر مختلفة لم يدركوا وجودها من قبل”، و “أصبحوا أكثر وعيًا بمحيطهم لا سيما المكان الذي يمشون فيه”، وأن “لا يمكنهم الانتظار للانضمام إلى الأنشطة التالية”.  نأمل أن ينمو لدى هؤلاء الأطفال في نهاية المطاف حبًا للطبيعة والبيئة من خلال هذه الأنشطة والفعاليات.

بِدءًا من حزيران 2021 ، دخلنا أيضًا في شراكة مع سالزيان دون بوسكو في اقليم الشرق الاوسط في دير كريمزان للعمل على فكرة مماثلة.  هناك نتبع نهجًا للتدريب يشجع الأطفال على حب بيئتنا واحترامها ورعايتها لنؤكد كيف أن الثقافات والأخلاق والدين تغذي فينا هذه المسؤولية.  لقد عقدنا ستة انشطة مع 140 طفل وسيتم تنظيم أربعة انشطة أخرى في كريمزان قبل نهاية عام 2021.

هذه بعض الأنشطة التي نقوم بها في معهد فلسطين للتنوع الحيوي والاستدامة ومتحف فلسطين للتاريخ الطبيعي/ جامعة بيت لحم والتي نأمل أن تصنع مستقبلاً أكثر إشراقا لجميع الناس في فلسطين نحو مجتمعات بشرية وطبيعية مترابطة ومستدامة. نأمل أن يشجعك هذا إما على قضاء المزيد من الوقت في الطبيعة لتقديرها أو الدعوة إلى الوعي البيئي في فلسطين الغالية علينا جميعا.