بيت لحم: تاريخ، آثار، وتراث ثقافي

افتتحت جامعة بيت لحم، الخميس 9 آذار 2022 أعمال مؤتمر بيت لحم الدولي والذي حمل عنوان ” بيت لحم، تاريخ، آثار، وتراث ثقافي” في قاعة الفورنو في الجامعة، تحت رعاية وزيرة السياحة والاثار رولا معايعة، وبحضور عدد من الباحثين والمهتمين بالتراث الثقافي والآثار والتاريخ، بالإضافة الى ممثلين عن وزارة السياحة والآثار الفلسطينية.
وافتتح المؤتمر الذي ترأسه وأدار عرافته الدكتور عمر عبدربه، رئيس دائرة العلوم الانسانية في كلية الآداب بالجامعة، بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء وعزف النشيد الوطني الفلسطيني.
ورحب د. عبد ربه بالحضور في المؤتمر مؤكدًا على أن عقد هذا المؤتمر هو بمثابة اعلان للحضور والمهتمين بأن دائرة العلوم الانسانية في جامعة بيت لحم تقدم للطلبة تخصصًا دقيقًا في مجال الآثار والتراث الثقافي، اذ يقوم البرنامج على تقديم مساقات مميزة للطلبة تهيئهم للسوق، كما تم تعزيز البرنامج بمساقات نظرية وميدانية مميزة تشمل الزيارات الميدانية، داخل الوطن وخارجه، وكذلك أعمال التدريب الميدانية في مجال الآثار والتراث الثقافي.
من جانبه قال نائب الرئيس الأعلى لجامعة بيت لحم الأخ الدكتور بيتر براي، “من المهم ان يكون هناك مؤتمر بمعايير دولية تستضيفه جامعة بيت لحم، يسلط الضوء على الاثار والتراث الثقافي، لأن مدينة بيت لحم مدينة هامة جدًا، من أجل التأكيد على ضرورة نشر المعلومات عنها وما تحتويه من مواقع اثرية تؤكد التواجد الفلسطيني فيها ، بالإضافة الى أهمية الكشف عن التراث الثقافي الفلسطيني للحصول على فهم افضل لهذا الإرث وتقديره .
وتطرق الأخ بيتر في كلمته على الدور الذي تلعبه جامعة بيت لحم في هذا المجال، مؤكدًا على أن الجامعة عانت وما زالت تعاني من جراء سياسات الاحتلال الاسرائيلي مشيرً الى الهجمة التي تعرضت لها بيت لحم في العام 2002 وكانت جامعة بيت لحم منها، مؤكدًا ان الجامعة لها نصيب في النضال ضد المحتل على طريقتها بالتثقيف وتعليم الطلاب والاستمرار بتقديم التعليم وخدمة المجتمع الفلسطيني.
وبدوره قال وكيل وزارة السياحة والاثار الفلسطينية صالح طوافشة ان هذا المؤتمر يأتي في ظل الشراكة والتعاون المتكامل ما بين الوزارة وجامعة بيت لحم، بهدف تسليط الضوء على الإرث الثقافي التاريخي لبيت لحم وفلسطين .
وأشار طوافشة الى ان محافظة بيت لحم فيها مجموعة من المواقع الاثرية التاريخية ما يقارب 130 موقعا رئيسيا منقسم ما بين تل وخربة اثرية، وهناك 490 معلما منفردا إضافة الى مباني تاريخية تقليدية تقدر بـ 840 موقع ، مشيرا الى ان هن هناك 430 موقعًا موجود في المنطقة المصنفة “C” وهي اكبر نسبة من المواقع الاثرية الموجود في الضفة الغربية . ولفت الى ان جدار الفصل عزل ما يقارب 55 موقعا اثريا ودمر عددا اخرا، هذا بالإضافة الى 95 موقعا أجري فيه تنقيبات من قبل الاحتلال .
واكد طوافشة ان هناك بعض الاستكشافات قامت بها دائرة الاثار في وزارة السياحة ، دلت على وجود الانسان الفلسطيني من العصور البرونزية ثم تدرجت المواقع للعصر الحديث والكلاسيكي والإسلامي ، لافتا ان المواقع الاثرية في محافظة بيت لحم تعرضت لاعتداءات متواصلة من قبل الاحتلال منذ العام 1967 ابرزها سرقة المواد الاثرية التي تم استخراجها بطريقة غير شرعية اخرها سرقة حجر المعمودية من بلدة تقوع شرق بيت لحم .
وأضاف انه في ظل الهجمة الاحتلالية تابعت الوزارة جميع الاعتداءات ووثقتها وخاطبت المؤسسات التي تعنى بالتراث الثقافي الى حد كبير، ووقف عمليات النهب والتدمير في المنطقتين المصنفتين أ وب”، هذا الى جانب تأهيل مجموعة من المواقع والمباني مما اسهم بالحفاظ عليها .
اما د. ايمان السقا، نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية في جامعة بيت لحم، فقد عبرت عن سعادتها لوجودها في هذا المؤتمر وللتعاون القائم بين الجامعة والوزارة. وقالت ان هذا المؤتمر بمواضيعه المتعددة وتخصصاته المتقاطعة، يدل على شمولية الفكر في كيفية تدريس علم الآثار وفي خلق منهجية عمل وبحث واضحة عن تاريخ وآثار والتراث الثقافي في فلسطين. وعرجت السقا على تأثير السلطات الاستعمارية المتعاقبة على بحوث ودراسات التراث والآثار في فلسطين، مما حد من امكانية الفلسطينيين في كتابة تاريخهم وتوثيق تراثهم الثقافي.
وكان المتحدث الرئيسي في الجلسة الافتتاحية، الدكتور عمر الغول، وهو متخصص في اللغات السامية الشمالية الغربية، وهو عضو هيئة تدريس ورئيس قسم النقوش ونائب عميد كلية الآثار والانثروبولوجيا في جامعة اليرموك.
وتحدث الغول، وهو مقدسي الأصل من بلدة سلوان في القدس، عن اعتبارات منهجية في الآثار، مركزا على أن الدراسات الأثرية ركزت على المباني والمعالم الأثرية في معظمها وتجاهلت الى حدٍ ما الانسان الذي هو سبب هذه المباني والمعالم وغيرها، معللًا ذلك بأن دراسات الآثار جاءت الى فلسطين بفكر استعماري، نظر الى الحجر ونسي البشر.
واشتمل اليوم الأول من المؤتمر على ثلاث جلسات، الجلسة الأولى اختصت ببيت لحم في التاريخ، بينما حملت الجلسة الثانية عنوان التنقيبات والمسوحات الأثرية في بيت لحم، بينما اختصت الثالثة بموضوع المشهد الثقافي في بيت لحم ومحيطها، تحدث فيها العديد من الباحثين في مجال التاريخ والآثار والتراث الثقافي من فلسطين وخارج فلسطين عبر تقنية لقاءات جوجل عبر الانترنت، ووجاهيًا من موقع المؤتمر.