طلبة برنامج الآثار والتراث الثقافي يوثقون موقع خربة أبو حمامة الأثري

في إطار دعم البحث الميداني وتعزيز ممارسات علم الآثار التحرري، قاد الدكتور عمر عبد ربه، رئيس دائرة العلوم الإنسانية ومنسق برنامج الآثار والتراث الثقافي في جامعة بيت لحم، فريق عمل أكاديمي وميداني لتوثيق ودراسة موقع خربة أبو حمامة، الواقع شمال شرق مدينة بيت لحم، ضمن مشروع تخرج لطلبة الدفعة الأولى من البرنامج، المتوقع تخرجهم خلال العام الأكاديمي الجاري.

تكوّن الفريق من الأستاذ أحمد أسعد عضو الهيئة التدريسية، والمهندس عصام جحا، مدير مركز حفظ التراث الثقافي في بيت لحم، وتسعة طلاب من البرنامج، حيث نُفذ العمل خلال فصل الربيع من العام 2025. وقد اشتمل المشروع على مسح أثري شامل للموقع، وجمع بيانات إثنوغرافية، وإجراء مقابلات للتاريخ الشفوي، في إطار منهجي يعكس القيم التي يتبناها البرنامج في دمج الميدان بالأطر النظرية والتحليلية.

وتمكن الفريق، تحت إشراف ومشاركة الدكتور عبد ربه، من رسم خارطة دقيقة للمعالم الأثرية، وجمع معلومات من مصادر أولية وثانوية، رغم محدودية الوثائق المكتوبة حول الموقع. كما قاموا بتوثيق البقايا المادية، وخاصة الفخار، الذي تمت قراءته من قبل د. عبد ربه، والذي أشار إلى أن الموقع شهد استقراراً بشرياً متواصلاً منذ العصر الحديدي، مرورًا بالعصور الكلاسيكية، وصولاً إلى العهد العثماني المتأخر.

وقد توّج العمل بمناقشة مشروع التخرج يوم الاثنين الموافق 19 أيار 2025، بحضور ذوي الطلبة وجمهور من طلبة الجامعة، حيث قدم الطلبة عرضاً مفصلاً حول منهجيتهم، وخطوات العمل، وتحليل المعطيات، وقراءة الفخار، إلى جانب استنتاجاتهم الأولية.

وفي ختام اللقاء، ثمّن د. عبد ربه جهود الطلبة وأكد على أهمية المفاهيم والمصطلحات التي استخدموها، والتي تعكس توجهاً تحررياً في علم الآثار، مشيراً إلى أن هذه الدفعة ستباشر العمل مباشرة بعد تخرجها خلال فصل الصيف، ضمن مشروع أثري بالشراكة مع مؤسسة دولية تعمل في فلسطين.

ويُعد هذا المشروع نموذجاً عملياً للدور الحيوي الذي يقوم به برنامج الآثار والتراث الثقافي في جامعة بيت لحم في تطوير قدرات الطلبة وربطهم مباشرة بالواقع الميداني، والمساهمة في الحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني وتوثيقه.