طلاب التمريض في جامعة بيت لحم ينظمون مؤتمراً علمياً حول “سلامة المريض في المؤسسات الصحية”

عقدت كلية طارق أحمد الجفالي للتمريض والعلوم الصحية بالشراكة مع نقابة التمريض والقبالة الفلسطينية بمناسبة يوم التمريض العالمي مؤتمراً بعنوان “سلامة المريض في المؤسسات الصحية” وذلك يوم الثلاثاء 6 أيار 2025، بحضور نحو 150 مشاركاً من مختلف المؤسسات الصحية والأكاديمية الفلسطينية.   قام بتنظيم المؤتمر طلاب السنة الرابعة بإشراف رئيس المؤتمر الأستاذ ناجي أبو علي.

استُهل المؤتمر بوقفة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، تلاها عزف النشيد الوطني الفلسطيني. وقد افتتح المؤتمر الدكتور فادي قطان، النائب التنفيذي لرئيس الجامعة، مؤكداً في كلمته على أهمية الجودة والسلامة في الرعاية الصحية، مشيراً إلى أن جامعة بيت لحم، ومن خلال كلية التمريض والعلوم الصحية، تسعى إلى إعداد كادر صحي قادر على تقديم خدمات شاملة وآمنة.  كما أعرب عن تقديره للطواقم الطبية التي تواصل أداء مهامها في ظل ظروف صعبة صوناً للحياة وحفاظاً على الكرامة الإنسانية.

من جانبه، رحّب رئيس المؤتمر الأستاذ ناجي أبو علي، عضو الهيئة التدريسية في الكلية، بالحضور، مثمناً مشاركتهم ودعمهم للطلبة. وأكد أبو علي أن “سلامة المريض” تُشكّل جوهر مهنة التمريض، خاصة في ظل المخاطر الناتجة عن الرعاية غير الآمنة. كما شدد على ضرورة توفير بيئة عمل آمنة للكوادر التمريضية، مؤكداً أن سلامة الممرضين تمثّل حجر الأساس في تقديم رعاية صحية فعّالة وآمنة، كما نوّه الى دور الطلبة وأعضاء الهيئة الأكاديمية في إنجاح هذا الحدث العلمي.

بدوره، أشاد نقيب التمريض والقبالة في فلسطين، الأستاذ إبراهيم النمورة، بدور الكوادر التمريضية، واصفاً إياهم بخط الدفاع الأول، ومؤكداً أن سلامة المريض لم تعد مجرد شعار، بل أصبحت جوهر المهنة. كما قدّم شكره لجميع الجهات التي ساهمت في تنظيم هذا اليوم المميز.

وفي كلمتها، أكدت عميدة الكلية الأستاذة سلام عواد أن المؤتمر يعكس التزام الكلية بأولوية سلامة المرضى، معتبرة إياها ممارسة وثقافة يومية وليست مجرد هدف. وأوضحت أن التمريض يُشكّل قلب الرعاية الصحية، مشددة على أهمية التعليم المستمر في الحد من الأخطاء، مهما بدت بسيطة.

والقى الأستاذ قصي عصبة، ممثل عن الإدارة العامة للتمريض ومسؤول قسم البحوث والتعليم التمريضي في وزارة الصحة، كلمة سلط فيها الضوء على التحديات الجسيمة التي يواجها القطاع الصحي، مؤكدًا على الدور المحوري للبحث العلمي في تعزيز سلامة المرضى، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها فلسطين. ووجه رسالة إلى المجتمع الدولي، مشدداً على أن تحقيق سلامة المريض لا يتم فقط عبر الأنظمة الصحية، بل أيضاً من خلال تحقيق العدالة السياسية، متعهداً باستمرار دعم الوزارة للطواقم الصحية.

كما تحدثت الطالبة عهود أبو سالم باسم الطلبة المنظمين للمؤتمر، والتي بدورها ايضا شددت على أن سلامة المريض تمثل جوهر الرسالة الإنسانية لمهنة التمريض، مشيرة إلى أن مساق الإدارة التمريضية أسهم في صقل مهاراتهم القيادية والتنظيمية، وأكسبهم وعياً مهنياً بأهمية بيئة الرعاية الآمنة. واختتمت كلمتها برسالة مؤثرة إلى زملائها قالت فيها: “ها نحن نودّع مقاعد الدراسة، نحمل معنا حلماً ومسؤولية لنكون حماة للمرضى وكرامتهم.”

وتضمّن المؤتمر محاضرة علمية قدّمتها الدكتورة بثينة السُرخي المتحدث الرسمي للمؤتمر، مديرة قسم الجودة والصحة في مستشفى المقاصد سابقاً، تناولت فيها أهمية بناء بيئة صحية داعمة لسلامة المريض، مشددة على ضرورة غرس ثقافة جماعية للسلامة في المؤسسات الصحية. وأكدت أن تعزيز التدريب المستمر وتحفيز الكوادر الصحية يمثّلان ركيزتين أساسيتين في هذا المجال.

وتخلل المؤتمر محاضرات وحلقتي نقاش، كما تم عرض سبع محاضرات خلال جلستين طويلتين تختص بسلامة المريض.

لأدار الجلسة الأولى الدكتور ربحي بشارات، حيث تم عرض موضوع “التقدم في مكافحة العدوى في مرافق الرعاية الصحية” من قبل الدكتور. ربيع عدوان (مستشفى المقاصد)، وموضوع  “تعزيز سلامة المرضى من خلال المحاكاة”  من قبل الأستاذ نور الدين تلبيشي (جامعة بيت لحم)، وموضوع ” دور المرضى والأسرة في سلامة المريض” من قبل الأستاذ مراد عمرو (مستشفى الأهلي)

أما الجلسة الثانية، فقد أدارتها الأستاذة وفاء غانم، حيث استملت مواضيعها على ” السلامة أثناء إعطاء الدواء” من قبل الأستاذة ريم حزبون (مستشفى الكاريتاس)، و” الأخلاق والضحية الثانية” من قبل الأستاذ وليد الخطيب (مستشفى سانت جون للعيون) و”تكنولوجيا الرعاية الصحية سلامة المريض” من قبل الأستاذ إبراهيم حلوة (مستشفى المقاصد).

أختتم المؤتمر بزوايا تعليمية وترفيهية مميزة نظمها طلبة التمريض تختص بسلامة المريض, عكست إبداعهم وحرصهم على دمج المعرفة بالتجربة العملية بأجواء تفاعلية مميزة.

Patient Safety Conference