وسط الطبيعة الهادئة لبرية زعترة، شرقي مدينة بيت لحم، اجتمعت طالبات دائرة القبالة من كلية طارق احمد جفالي للتمريض والعلوم الصحية في جامعة بيت لحم في سنتهنّ الثالثة ليقدمن يوماً صحياً توعوياً نابضاً بالحياة والمعرفة، تحت شعار “القابلة يد ترعى، وقلب مهتم”، وبالتعاون مع جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية، في فعالية استهدفت تمكين النساء في واحدة من المناطق الأقل وصولاً وحظاً في الخدمات الصحية.
وقد ركز النشاط على تمكين النساء من خلال تعزيز وعيهن بحقوقهن الصحية، وتقديم الإرشادات التي تساعدهن على التعامل مع مختلف المواقف الصحية المرتبطة بالحمل والولادة ورعاية المولود وسن انقطاع الطمث، والتغيرات الصحية والنفسية التي ترافق مرحلة ما بعد انقطاع الطمث.
كما تضمّن اليوم الصحي عددًا من الزوايا التوعوية المتنوعة التي شملت عناوين عدة، وكان أبرزها موضوع الولادة الآمنة في حالات الطوارئ والحروب ورعاية ما بعد الولادة. كما تم التطرق لوسائل تنظيم الأسرة، وتعريف الحضور بعلامات المخاض، الزواج المبكر، والتغذية الصحية، في إطار سعي الطالبات لتعزيز الوعي الصحي وتمكين النساء بمعلومات عملية تمس واقعهن اليومي.
وشمل اليوم الصحي عدة زوايا توعوية نفذتها الطالبات، من أبرزها: زاوية التغذية السليمة التي قدمت أنشطة تفاعلية لشرح مفهوم الهرم الغذائي، بالإضافة الى ألعاب تثقيفية للأطفال، وطرق تقميط الأطفال، وتنظيف الجروح والرضاعة، بالإضافة لوجود زاوية لفحص الثدي الكلينيكي.
كما تم تدريب النساء المشاركات، والذي تجاوز عددهن العشرين سيدة، على كيفية تنفيذ الفحص الذاتي للثدي، كما تم قياس مؤشر كتلة الجسم وضغط الدم ومستوى السكري، مع تقديم نصائح صحية عامة.
شملت الأنشطة زاوية الولادة الآمنة في حالات الطوارئ، حيث تم شرح خطوات الولادة الصحيحة والتعامل مع الحالات الطارئة عمليًا باستخدام مجسّمات ودمى. وقد تم أيضًا توزيع منشورات توجيهية والتعريف بمحتويات حقيبة الولادة النموذجي، بالإضافة الى زاوية حقوق الطفل التي ركزت على الحق في التعليم، وربطته بواقع الأطفال في فلسطين، خاصة في غزة، من خلال عرض مسرحي ونشاط بصري تفاعلي.
أما زاوية تنظيم الأسرة، فقدمت معلومات حول وسائل تنظيم الحمل باستخدام دولاب تفاعلي، مع تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة والإجابة عن الأسئلة الشائعة بطريقة مجهولة لضمان الخصوصية.
كما قُدمت الطالبات شرح تفصيلي حول علامات الولادة من خلال لوحة توضيحية، وقمن بتنفيذ نشاط تفاعلي بعنوان “الخط الزمني”.
يعتبر هذا النشاط فرصة عملية لكسر الحواجز بين طالبات القبالة والمجتمع المحلي، من خلال تقديم محتوى صحي تثقيفي يلامس احتياجات النساء بشكل مباشر، بالإضافة الى تكريس فكرة التعليم الخدمي الذي تنتهجه جامعة بيت لحم.
