من جامعة بيت لحم  إلى جنيف: رحلة فراس بالي بين الشغف والهدف

“جامعة بيت لحم لم تكن مجرد صرح أكاديمي، بل كانت النقطة التي انطلق منها شغفي، والأساس الصلب الذي بنيت عليه مسيرتي المهنية.” بهذه الكلمات المؤثرة، عبّر فراس بالي، خريج جامعة بيت لحم لعام 2015، عن عمق العلاقة التي تربط الخريج بمؤسسته الأكاديمية، وعن الأثر العميق الذي تركته الجامعة في نفسه.

لم تمنحه دراسته في كلية شكري ابراهيم دبدوب لإدارة الأعمال المهارات العملية فقط، بل زرعت فيه الثقة والإصرار لملاحقة أحلامه. هذا التأسيس الأكاديمي المتين مهد له الطريق نحو مسيرته المهنية الحافلة بالإنجازات مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر. ومؤخراً، عزز فراس خبرته الأكاديمية بحصوله على درجة الماجستير في إدارة النزاعات والعمل الإنساني من جامعة سيينا في إيطاليا عام 2025، ليؤكد بذلك التزامه المتجدد بخدمة قضايا الإنسانية.

تأكيدًا لوفائه لهذه المؤسسة التي يعتبرها بيته الأول، عاد فراس في عام 2022 ليكون مديرًا لحاضنة بيت لحم للأعمال ومركز يونس الاجتماعي في جامعة بيت لحم قائلًا بصدق: “هذه فرصتي لأرد الجميل للمكان الذي أعطاني كل شيء”. ان مشاعره الصادقة في قوله “في جامعة بيت لحم، أشعر دائمًا أنني في بيتي”، تلخص بجلاء البيئة الداعمة والمحفزة التي تسعى الجامعة دائمًا لتوفيرها لجميع طلابها.

اليوم، يترك فراس بصمة واضحة في مجال العمل الإنساني، حيث يشغل منصب مسؤول شؤون الأفراد والثقافة في المقر الرئيسي للجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) في جنيف، سويسرا. لم يكن وصوله إلى هذا المنصب الرفيع مصادفة، بل كان ثمرة لجهد بدأ في رحاب جامعة بيت لحم.

إن قصة فراس بالي هي تجسيد حي لقدرة التعليم في جامعة بيت لحم على صقل الكفاءات وتمكين الخريجين من التألق على الساحة الدولية، مع الحفاظ على ارتباطهم العميق بجذورهم وبالمجتمع الذي كان له الفضل في تشكيل شخصيتهم.